سفر التكوين

My Photo
Name:
Location: Egypt

Friday, December 30, 2005

وضعت ساقي على الأخرى.. فهي ملكي أيضاً..!




ساعات اللقاء
تلك التي راودتني عن نفسي..
عفواً..لم أوضح
أنه لقاء من نوع خاص..
جداً..
……………
"الحنين"
إلى الأم..
إلى الدفء.. وفراش في ليلة شتائية..
إلى الراحلين دون إنذار..
أو بعده..
إلى النفس..(كدت أنسى)
……………
أقول أحبك..
لأنك تفهمينني.. ليس أكثر
ولا أقل... (كدت أنسى مرة أخرى)
……………
اليوم
كان لقاؤنا فريداً..
حيث مارسنا طقوسنا
دون تلصص الغرباء..

Friday, December 16, 2005

سكون...

صباحاً..
يرفرف فوق جبيني
طيف لا يهدأ..
هارب
من ليلة أمس
"أكره يوم الجمعة
بتفاصيله المملة
وتراكماته اللامنتهية..
وركوده"
فألملم أوراقي..
وأنوي الهرب
للإمس
وتداهمني تلك الفكرة
"لا رفيق لي
سوى عصفور
يلفه سكون اللامأوى
ويخرسه البرد الشتوي
وبقايا سلك شائك
ممتد للأفق..."
ويعبر حزني الشوك
وأحلم بالدفء الأبدي
وسكون
من نوع آخر..
ومساءً..
أحدق في سماء الغرفة
حتى يزورها الضوء
من فتحات الشباك..
المتوازية..

Saturday, December 10, 2005

الباب القديم.. ذو الضلفتين


ارتدت معطفها الصوفي الثقيل وفتحت الباب القديم فأطلق صوته الحاد الموحش، نظرت خلفها وقد انطبعت على وجهها ابتسامة له
كان يقف مرتكناً إلى الحائط المقابل بعينين نصف مغمضتين وصدر ٍعارٍ، مرتدياً بنطلونه الأزرق الفضفاض.. كم أحبت ملمس صدره .. فقط حين يحتويها
"نفسي أنام في حضنك للصبح منغير ما اضطر البس هدومي وامشي في البرد ده لوحدي.."
لم تتجاوز هذه الجملة حد الشفتين، ابتسم
" متتأخريش بكره .. أه أااااه .." قال متثائباً..
خرجت وانغلق الباب وراءها كالتابوت.. ومن شراعته الزجاجية، إنطفأ النور.


* * *

كان الجو بارداً أكثر من المعتاد، ولكنها لم تمطر، ربما حتى لا تكتمل الصورة البديعة لتلك الليلة الشتوية..
الليلة بالتحديد، أحست بثقل خطواتها تقطع الشارع أمام قصر عابدين، وقشعريرة تسري في جسدها بقوة فتسرع الخطى في اتجاه مقهى "الحرية" من أجل زجاجة ستلا.. أو زجاجتين

الوجوه، نفس الوجوه، والغربة ذاتها.. لا تعرف لماذا - أحياناً - رغم عادية مظهرها، تلفت أنظار رواد المقهى، فيلتفتون كلهم - بلا استثناء -! هل تبدو عليها "إيروتيكية" غامضة في بعض الأحيان؟.


* * *

كانت على استعدادٍ تام، بعد ثالث زجاجة، أن تكتب كتاباً يحوي وجهة نظرها في الخلق من العدم والفناء في جسدٍ، وما بينهما من عربدة روحانية...
في تلك الليلة.. بالتحديد، انقطع التيار عن وسط البلد كلها فجأة، فخرجت من المقهى مرتعشة كالقطة، وشعرت بأيادٍ تتحسسها، وأنفاسٍ تلاحق أذنيها، وثمة ضحكات وحشية بعيييييييدة... تسحق روحها..
فتمد يديها من وسط الزحام ، تحاول التشبث بشُرّاعة بابه البعيييييييييد.. ذو الضلفتين...


* * *

Friday, December 09, 2005

نزلاء الغرفة الواحدة

أتناول صباحاً قرص الكلى
وأبدأ في تلقي الأنباء
فأقلب عناوين جريدة
بتاريخ الأمس..ء
منذ عام تقريباً
بدأت تعاطي تلك الأقراص
الصفراء..ء
واليوم أجدني أعاني
نفس الآلام "بالجانب الأيمن"..ء
بالغرفة سراً
أنا والنزيل المجاور
نتبادل التبغ
والقهوة..ء
فأتكوم ألماً
وأرفع يده قبل أن يمس
زر استدعاء الطبيب..ء
فيغير اتجاهها
إلى علب المسكنات..ء
بالأمس تبادلنا الكليتين
وتفاخرنا
بأننا متشابهين لهذه الدرجة!ء
إلى الحد الذي جعلنا نتبادل
- وبمنتهى اللذة -
أغطية الفراش البيضاء
والمراتب..ء

Tuesday, December 06, 2005

إرســـــــال.. غير مشفر



لا أذكر- على وجه الدقة - متى
تغيرت مفردات كلامي
وأدوات تفكيري
وأدركت أني أسكن منطقة نائية
من هذا العالم..ء
لست واثقة
متى إصابتني "الإنسومنيا"(1) ء
___

فقط أذكر أشياءاً
مبهمة
أرصفة مكدسة
بالروبوتات أحادية اللون
إشارات مرور غير مواتية..ء
طوابيرعجائز
وأنصاف مجانين..ء
طرق ملونة بالزئبق
وهياكل لافتات.. صدئة
___

اندثر الدفء
صارت حدوتة قبل النوم
كنشرات الأخبار
الأحاديث محاضر أمنية
والصور العائلية.. طوابع بريد
انقطعت إمدادات
الشيكولاتة
وأيقنت أن القهوة
كنز لايفنى
وخيوط الدخان
سيكلوراما"(2) سحرية"..
-------------------------------------

(1) الأرق : Insomnia الإنسومنيا
(2) ستارة منحنية توحي بامتداد مكاني لا حد له (في المسرح)ء : Cyclorama السيكلوراما

Thursday, December 01, 2005

ماذا بعد؟

كنت من يومين قد مررت على صديقتي بمنزلها كي ندخن الشيشة في مساحتنا الحميمة، الشرفة الواسعة المطلة على مشتل كبير بالمهندسين، ونمارس تمارين التذكر، نفعل ذلك من حين لاخر عندما تجف الذاكرة وتنضب مواعين القدرة على الاستمتاع بالمتاح.

لم أكتشف أن الغرض من الزيارة قد وئد على باب الشرفة وإلا كنت قد حاولت إنقاذه، لكنني انجذبت وبشدة لأخبار صديقتي الغير سعيدة وتجاربها الأخيرة ونتاج احتكاكاتها بالآخرين، ونسيت تماماً أننا هنا من أجل نفض غبار الأعباء اليومية، واستبدال الروح الخاوية الخربة بأخرى ذات مقاومة أكبر ونفس أطول في المواجهة.

"هو أنا ليه بحب أنكد على نفسي؟"

انتفى الغرض من الزيارة، وبدأت الصديقة تعلن بالتدريج ولأول مرة أنها ترغب في الرحيل بشكل نهائي لأنها خائفة، ولم تدرك أنها تقترب من الضغط على زر الانهيار العصبي لدي، فأنا أمتلك زراً لكل شيء.

"أنا كمان هموت من الخوف وحاسه إن البارانويا اشتغلت معايا" قلت لها ذلك فاتسعت عيناها وقالت "خايفه من إيه؟"، ترددت لأن هذه هي المرة الأولى التي تتخطي مشاعر الخوف لدي أبواب روحي وأتعامل معها بعقلي أيضاً.

"خايفة منهم، من التانيين" قلت، عند هذه النقطة بالتحديد انفكت عقد التردد لديها، وانفجرت قائلة "تعرفي مسئول البيسين في نادي الصيد رفض يخليني أنزل البيسين في يوم عادي وقاللي يوم الستات معمول للستات! وأنا أصريت أنزل وهو أصر إني منزلش مع إني والله ما كنتش لابسه بيكيني!! وقاللي انتي شايفه أي ست في الميّه؟! وشاورلي على شوية ستات 95% منهم محجبات ومنقبات وطبعاً قاعدين مستنيين الرجاله اللي ف الميه" وارتكنت إلى الأدب في حديثها معه وقالت "مع احترامي للمحجبات والمنقبات، هما أحرار وأنا مش محجبه وحره برضه، بالمناسبه، هو في قانون يمنع إني أنزل البيسين في غير يوم الستات؟" وكان رده مبدعاً "اعتبريه قانون، تقدري تقولي قانون متعارف عليه، زائد إنك مش لابسه بونيه" وهنا تزايد خليط الغضب والعند لدى الصديقة فقالت "بونيه؟!!! ليه؟" قال لها "تعليمات صحيه" كان الغضب قد أكل البقية الباقية من أعصابها حين نظرت فوجدت شاباً ذو شعر طويل فهتفت "أنا شايفه مفيش ولا راجل لابس بونيه!" قال "أيوه، بس دول رجاله!!!!!!" هنا دفعته جانباً وألقت بنفسها.... في الماء.

تخشب لساني وحلقي، وشعرت بروحي تفور، وشلت أعصابي أكثر وأكثر حين حكت حكايات أخرى كثيرة عن كلمة "شرموطه" التي تسمعها كثيراً في الشارع لأنها لا ترتدي غطاء الرأس، برغم الطفلة التي بين ذراعيها، فهي أم، وتطابق وتشابه وقرب تلك الحكايات مع إصدارات أخري لدي أيضاً.

"يا شيخه حرام عليكي، دانا جايه أنسى"

تركت العالم بالشرفة إلى غيبوبة داخل عوالمي وانطلقت هي تتحدث وأنا أهز رأسي، وتذكرت صديقتي الأخرى من قارة أطلنطس، هي والأتيليه المشترك بيننا، وعالمنا البوهيمي، والأصدقاء المشتركين، والكراسي الخيرزان بمقاهي وسط البلد والوجوه الغريبة/الحميمة، تذكرت قارة أطلنتس روحي المفقودة.

وحين انبطحنا أرضاً في وسط الأتيليه من الضحك، ثلاثتنا، أنا وصديقتي وحبيبها، بعد أن كانا يغيبان ساعات طويلة عني، وأغرق أنا في ألواني، وصوت فيروز، وأبتسم حين يتسرب من ثقب الباب بعض الصوت والرائحة، أو لعلني كنت أتخيل، أو أتمنى...

ليلتها ضحكنا كثيراً، بعد أن خرجا من الغرفة وقد أنهكهما الجنس، وافترشا الكليم كل في اتجاه كعقربي الساعة أمامي، التاسعة والربع.

قالت صديقتي من أطلنتس "انهارده كان في واحده منقبة في الكلية قالت إن الست هي سبب انحلال الشعوب!"، قلت بتعجب "أنا مش فاهمه هو غسيل المخ وصّل للدرجة دي من ازدراء الذات؟"، قال هو بصوت منهك "ولاد وسخة، مبيفكروش غير في الجنس!"

وانفجرنا ضحكاَ.

وانتبهت أنني بالشرفة، وصديقة عام 2005 تبكي بحرقة، وخوف.