سفر التكوين

My Photo
Name:
Location: Egypt

Monday, November 20, 2006

- يوم آخر -



يومٌ آخر..
ولكن من قال " الليل الفاصل
يمحو الأمس..."
أعلم أن الموتى جثث
صامتة..
"والقبور كالأجسام الحية..ترفض الموت.
وتؤكد فكرة الوجود.."
يوم آخر بعد الحرب..
لم أمت بعد..
رغم الألم الساكن بالجزء المبتور..
مازلت بملابس الميدان..
أراها..أشباح الموتى..
تنخر كياني كالدود..
أما عني..فالرغبة في القتل
تأكل بقاياي..
والخوف يصنع بروازاً يخنقني..
أقف هناك وحدي..
جامدة..
كصورة ساخرة لدون كيشوت..
واقفاً في استعداد قديم
قتلته الوحدة..
وآلام الانتظار

ليس إلا..


Thursday, November 16, 2006

وسط البلد والبني آدم مشــــــــــــــــــــــــاع*

*شكراً لشريك الهرتله الذي التقط العنوان من طيات الحديث الدائر بيننا





Stock Shots لإعلانات قديمة مطبوعة....

"... ست سنوات مرت
منذ هَجَرتُ التسكع اليومــــي
المزمـــــن
على مقـــــاهي وسط البلد
وداخل حلقات البشر
ذوي الوجوه الفتـــــــــــــارين........."

----

صوت بنت : (Off Cadre)النهارده بــــــالي رايق وعايزه أتمشى من المهندسين لوسط البلد!

شارع شبه مظلم تملأه الأشجار الكثيفة
ثلاث شباب يلفون البـــــانجو ويضحكون
أحدهم يرمي زجاجة بيرة
تتدحرج حتى تصل لمقدمة الكادر
"... يابن الوسخة!!!" يهمس أحدهم وهو ينظر للبلكونات العلوية القريبة بتوتر
يضحكون..
"بص ياله… إيه يا قطه!"
يضحكون…
"دي قطه دكر يا احول"
يقلدون صوت القطط ويضحكون..
----

الصورة Blurred

أصوات ضحك وزجاجــــات تصطك
تتضح الصورة

مقهى مزدحم في وسط البلد ليلاً
أحدهم يجلس في تحفز
يرتدي معطف ثقيل بلا لون محدد
وكوفية زرقــــاء
بينما رفيقه يجلس أمامه بلا تعبير
ذو رأس كبير وعينان شديدتا الصغر
ونظارة سميكة زادت من صغر عينيه حتى اختفيتا تماماً
يشرب البيرة في هدوء
يعلو صوت الأول محتداً
".... أهو هوه أنا كده،
بتاع الشعب…."
يأخذ زجاجة البيرة من صاحبه
ويرفعها الى فمه ثم يضعها بينهما
ويضحك بصوت عــــال يلفت أنظار الآخرين
ينظر له الثاني بلا تعبير
ويأخذ الزجاجة بآلية معتـــــــادة….
----

صوت البنت (Off Cadre): عـــــارفاهم واحد واحد...
ده مرتضى اسماعيل شاعر عــــاميه
كوليكشن قنبله... حته من فؤاد حداد على فتفوته من روح صلاح جاهين
وعلى الوش كلمتين "حداثه" من عينة (فردت ضلوعي على الأسفلت زي بنت الليل)..
وتسبيلتين.. وكل كام شهر مـــاشيه في ضله وجه جديد..

ده بقى رفيق.. مش فاكره بقية اسمه..
معد برامج علشــــان مش لاقي شغلانه تانية
وغــــــاوي خواجات.. بالجييييييم
متجوز.... بس ده ميعنيش حــــاجه معينه..

منيره يوسف.. عضوه في جمعيه فرنسيه لمساعدة الأطفال اليتامى في الصعيد
طبعاً بتجيب Fund من فرنسا.. وسفر وهيصه
متجوزه مخرج مسرح فرنساوي وقته متقسم بين هنا وهناك
وهي بقى وقتها متقسم أكتر منه..
أصلها عندهـــا ألبوم بتجمع فيه صور الناس الكتييييييير
اللي بتنام معاهم

دول بقى لسه طــــــــــــــــازه...
طلبة فنون جميله... غاويين مسرح وغنـــا
كل يوم يغنوا أغــــاني الشيخ إمـــام
وكل يوم برضه اللي قاعدين يطلبوا منهم يغنوا... جيفارا مـــــات..

وغيرهم... اللي مخرج
واللي صحفي.. واللي مالوش أو مالهاش شغلانه محدده
المهم كلللللللهم بيتكلموا بنفس المفردات
وبتجمعهم نفس الصفات
حتي المظهر الخارجي

Shots متقاطعة لحركات الأيدي.. تثبيت النظارة فوق الأنف..
إشعال السجائر.. الكوفيات.. الحقائب... الأحذية.. تبــــادل الكتب وبروشورات عروض مسرحية وسينمائية ومعـــارض................
"يـــااااه لسه زي مانتوا.."
----

نفس المقهى... وجه فتاه بروفيــــل
بشفتيها الصغيرتين انفراجة ســــاهمة
وجهها بلا مساحيق
تحدق في الفراغ...
تمتد يد إلى كتفهـــا
فتنتبه وتنظر لأعلى وتبتسم
يقول: "يـــــــــــــااااااا خبـــــــــر....."
يحتضنها شــــاب ذو قميص شتوي مفتوح الصدر
فتدلى سلسلة فضية من عنقه
هو: انتي فيييييين يا بنت؟
إيه فيه حركات؟ - ينظر ليديها محاولاً استكشاف إذا ما كانت هناك دبلة معلقة في أحد أصابعها
تبتسم
تقول: أنـــا واخداني الحيـــاه عادي... انت اللي ازيك؟
هو: أنا تمام خلصت ماجستير سافرت شويه كده واتجوزت وطلقت
يضحك..
هي: انت لحقت؟ انت اتجوزت شهرين واللا إيه؟
هو يقترب منها ويبتسم في خبث: ما انت عـــارفه أخباري أهو..
ترتبك قليلاً
هو يستمر في مغازلتها: مـــافيش ولا واحده نسّتني..
هي: أنـــا سمعت انك عملت معرض..
هو: ما جيتيش ليه؟
هي: ماكانش ينفع...
هو: ودلوقتي؟ ينفع؟؟؟
هي تبتسم: يمكن!
هو: لسه بترسمي؟
هي: لأ!!
هو: خســـــــاره.. بحب شغلك قوي
هي: أنــــا اللي وحشني الرسم قوي.. الأتيليه بتاعك فين؟
هو: هنــــا في وسط البلد... روف وview رائع.. مش انت كان نفسك زمان في أتيليه في وسط البلد قدامه إعلان كوكاكولا لما تطفي النور الألوان تخلقلك لوحه؟
يضحك
تعالي لو فاضيه أوريهولك..
بدل الدوشه والبشر دي..
ينظر للجالسين إلى المنضده المجاوره
فتلتقي عينيه بأحد الجالسين الذي يلقي السلام
هو للآخر: ازيك يا حبيبي
هي تتردد
هو: عندي فكره.. إيه رأيك تشاركيني فيه... زي زمان فاكره؟
هي تبتسم: فـــاكره..
تنظر فتلتقي عيناها بأعين الكثيرين الذين تعرفهم ويعرفونهـــا
هؤلاء الذين يأكلهم الفضول والرغبة في معرفة سبب تواجدها اليوم هنا.. بينهم
هي في توتر: ياللا بينا!

----

حجرته فوق السطح.. انعكاسات ضوئية بديعة فوق الحوائط
هو يفتح الباب
تدخل هي وتقف في وسط الحجرة غير مصدقة ما تراه
هو: هوريلك حاجه...
يشعل كبريتاً ويذهب أمامها ليضيء شموع زرقــــاء كثيرة متناثرة في أرجاء الحجرة
هي مبهورة: بجد؟؟؟؟ أشاركك فيه بجد؟
هو يمسك يدها ويجذبها للداخل: آه طبعأ بجد.. تعالي أوريلك آخر لوحه
لسه بحضّرها وجتلي فكره مجنونه حالاً
ترسميها معايا؟؟؟
كل واحد فينا يكمل حته فيها بطريقته..
تيجي؟
هي عيناها تلمعان وتقفز كالطفلة...

Fade لصوت ضحكهما معاً والصورة Dissolve
لقطات لهما يمسكان فرش الرسم
ويخلطان الألوان
ويمتزج انشغالهما بالرسم مع ضحكهما مع طلوع الفجر
ينعكس ضوء الفجر على وجهيهما
ينظران كل في وجه الآخر
يبدأ في لمس وجهها فتغمض عينيها
يقترب بشفتيه منها ويقبلها فتغيب مع قبلته
وتحتضنه بقوة
"وحشتيني قوي.. قوي... قوي...."
يميل فوقها على الأرض
Blur
----

Fade in from black

المقهى.. صمت مطبق
الكل ينظر باتجاه الكاميرا بفضول شديد
الكاميرا تتجول في الوجوه..

----

Fade out to black

صوت الشاب(Off Cadre) :

دي بقى ســــاره البيلي.. بترسم وتمثل وتغني وتصور وتكتب...
سبع صنايع.. معرفش اختفت فين!

Cut مع موسيقى Jazz

Tuesday, November 07, 2006

والله مازعلت الضي


وإن سألوك الناس عن ضي
جوه عيونك مبيلمعشي
متخبيش
قلهم العيب مش فيّه
ده العيب في الضي
وأنا مش عاشق ضلمه
ولا زعلت الضي
....

تلك الأغنية مهداه للذي قال أنني أمارس الاكتئاب على سبيل الهواية
....

يعني أنا كان نفسي أكيد أبقى عادية وهبله
ودماغي بتلؤ من الفراغ اللي جواها
وآقصى حاجة بفكر فيها إني أتجوز واحد وخلاص
وأكمل حياتي هبلة وعادية
ومدقش في التفاصيل
....

ياخي يلعن دين المعرفة على دين الإحساس بالعجز