سفر التكوين

My Photo
Name:
Location: Egypt

Tuesday, January 01, 2008

كـــــــــــــــان ممــــــــــــــكن

كنت اختفيت فترة كبيرة وناس كتير سألتني عن الغيبة الطويلة

أنا كنت باحاول في اتجاه ودي نتيجة أول خطوة ليّه فيه....

مستنية رأيكم

-----------------------------------------------

ملحوظة: لمشاهدة الفيلم رجاء الضغط على الرابط في آخر البوست

----------------------------------------------------------


Fade from black

رامي (V.O.):

كـــان ممكن يكون يوم زي كل يوم..

كنا راجعين من سهرة عند نـــاس اصحـــابنا..

بس هيّ ماكانتش زي كل يوم..

بقالها كتيــــــر مش زي كل يوم..

Long Shot/Focus Adjustment على إشارة مرور تتحول إلى الأحمر مع أصوات سيارات.

----

م (1) ل/خ

داخل سيارة تسير في شوارع مزدحمة

تقف السيارة في إشارة... أصوات أبواق سيارات مزعجة..

سيدة في أوائل الثلاثينات ساهمة.. تنظر أمامها ثم تهبط ببصرها إلى الأسفل.. تعبث بأصابع يدها اليمنى في خاتم من الماس ودبلة في أصبع يدها اليسرى ثم تنظر إلى الجالس إلى يسارها بهدوء وحزن..

نهى: طلّقني..

يصاب رامي بصدمة ولا يرد..

(Cut)

----

م (2) ل/خ

شارع خالي من السيارات أمام منزل الزوجين

من نفس زاوية التصوير السابقة من خارج السيارة.. نهى تقف في مدخل العمارة.. ينظر رامي لها من النافذة الجانبية للسيارةثم يحوّل نظره إلى الأمام

رامي (V.O.): مش هسيبك لوحدك

تتحرك السيارة لتخرج من يسار الكادر.. نهى تتابعها بنظرها.

الكاميرا ترجع أكثر إلى الخلف من ظهر شخص مجهول في يمين الكادر يستند إلى سيارة في الـRight Sector في مقدمة الكادر.

(Fade to black)

----


م (3) ل/د

داخل شقة الزوجين/داخل محل زهور

(Fade from black)

(A) نهى جالسة على كرسي هزاز ثابت.. في الخلفية صورة للزوج (رامي) في برواز على قطعة أثاث..

نهى (V.O.): ماتخافش عليّه..

تمسك بوردة وتقطف أوراقها ساعة الحائط وقد تجاوزت الثانية صباحاً..


(B) رامي في محل الزهور يشتري باقة زهور وينتقي زهورها في تأني وحب..

رامي (V.O.): ماقدرش ماخافش ماعنديش حد تاني أخاف عليه


ينظر رامي في ساعته.. الثالثة والنصف صباحاً..

(C) السيارة تسير مبتعدة إلى عمق الشارع الخاوي أمام محل الزهور..

نهى (V.O.): مش هاينفع.. لازم نسيب بعض..

(Cut)


----


م (4) ن/د

داخل شقة الزوجين

نهى وقد غلبها النوم على الكرسي الهزاز.. الساعة تشير إلى السابعة إلا الثلث صباحاً..

رامي (V.O.): لازم..؟؟

جرس الباب يدق.. فتنتبه وتقوم لتفتح الباب.. تترك الكرسي خاوياً ليهتز..

(Fade to black)

----


م (5) ن/د

سلم العمارة أسفل شقة الزوجين

الشخص المجهول يهبط الدرج فيفاجأ بأم وطفلها.. الطفل بملابس المدرسة.. يرى الشخص المجهول فيخاف ويجري إلى أمه ليلتصق بفخذها.. بينما تنظر الأم للشخص المجهول باستغراب.. فيتوتر ثم يبتسم في تردد ويسرع في هبوط الدرج.

(Cut)

----


م (6) ن/د

سلم العمارة أمام شقة الزوجين/مدخل الشقة/محل

(A) لقطة قريبة ليد الزوج تفتح الباب॥ الباب نصف مفتوح.. الزوجة ممددة على الأرض في عشوائية.. يلتف حول رقبتها ايشارب أحمر شيفون.. يدها في مقدمة الكادر بدون خاتم أو دبلة.. و close على وجهه وعينية مذعوراً وغير مصدق

(B) ثم Close على كاونتر قذر عليه الخاتم الماسي والدبلة.. تمتد يد برزمة نقود وتلقيها على الكاونتر في إهمال..

(C) تسقط باقة الزهور من يد الزوج منفرطة على الأرض في مقدمة الكادر بمدخل الشقة

(Fade to white)

----

لمشاهدة الفيلم إضغط هنا: كان ممكن


Sunday, December 17, 2006

بمبــــــــي



تتكثف صور قديمة

وتنفتح عيني wide angle

فتتلقاها من جديد

كحبيبات فضية على سطح ذاكرتي المجعد

أقترب بين الحين والآخر

فتتغير

من الزرقة اللانهائية لألوان قوس قزح

ثم تتوارى

---

كنت قديماً

أتلقاها بحنين مرهف

وأصبغها بالـ sepia tone

حتى تكتسب ذاكرتي أناقة برواز كلاسيكي

مع الاحتفاظ بمسافة مناسبة..

تكفي لعدم التورط

---

لم أدرك – حينها –

أني أختزن كماً مهولاً من اللحظات

استوقفت مداراتها

فأصبحت ذاكرتي ألبوم صور

مدموغ بالحميمية

---

الساعة الثانية بعد منتصف الليل

أجلس على حافة هذا الألبوم

أحرك قدمي في ماءه الرمادي

فتتلون ذاكرتي

وأبدأ في لمس التفاصيل

---

صوره (1)

كان عمري سنتين

وللغرابة فاكره قوي لما كان بيتنا في المهندسين دور واحد

والجنينه اللي حواليه بكراسيها الخوص

وشجرة الجوافه والليمونه

وتكعيبة العنب جنب السور المبني بالطوب الأحمر

والجراج اللي فيه عربيتنا الـ 128 الخضراء

وعم "بطرس" المقاول الصعيدي اللي كان بيكمل البيت علشان يبقى 3 أدوار..

كان طويلاً قوي البنيان كفرعون – أو هكذا كنت أراه - بجلابيه وشنب كثيف مبروم.. عمره ما ابتسم... إلا لما كنت بندهله..."يا عم طُطُس"

صوره (2)

أغنيتين كان ليهم وقع خاص جداً قبل ما أفهم يعني إيه كلام

"عدوية" - لمحمد رشدي.. أسمعها فتصيبني نشوة غير مفهومة، وأبدأ في القفز على الفراش ممسكة بسوره المعدني..

و"الحياه بقى لونها بمبي" – لسعاد حسني.. وده خلاني أفكر، هو أنا ابتديت أحب سعاد من امتى؟؟؟

صوره (3)

"ريتا".. كلبة وولف على بلدي... كان عندها بيت خشب في الجنينه.. كنت باركب على ضهرها حصان.. في عنيها طيبة عجيبة وتفهم أعجب لسني وعبثي بها.. كنت أنا الوحيدة المسموح لها بالاقتراب من صغارها.. أظنها اعتبرتني طفلتها أنا أيضاً.. فلم تؤذني قط... سربوا كل عيالها وسابوا واحد أسود غطيس.. سميته "سِبَنُّوسي".. ولما مات، وهي بطلت تاكل.. خالي سربها هي كمان.. وتذوقتُ الحزن..

صوره (4)

صورة صغيرة لدراجتي الزرقاء، أتذكر يوم اشتريناها من "أبو الجوخ" وطويناها داخل شنطة السيارة وأمضيت الليلة وأنا أتأملها.. كانت كبيرة الحجم بالنسبة لي.. بقيت معي حتى كبرت وتمكنت من قيادتها في شارعنا الهادئ بمهارة ودون السنّادات..

صوره (5)

فريق السباحة بالنادي.. عم "أحمد" المدرب العجوز السمين.. دائما يرتدي نظارة نظر سوداء سميكة.. كنت أغافله وأبتعد.. لم تستهوني فكرة الفريق.. كنت أفضل أن نلعب لعبة أخرى.. نرمي غطيان الكازوزة في البيسين ونغطس نلمها.. واللي يجمع أكتر هوه اللي كسبان.. مرة نطيت في البيسين ودست على غطا واتعورت في كعبي بنفس شكل الغطا المشرشر..

فاكره قوي البرجر بتاع النادي بالكاتشب والمسطرده.. ومعاه قزازة "سبورت كولا" أو "لايف".. "سبورت كولا" من الحاجات اللي معلمة في قلبي.. وفاكرة كمان إن ماما كانت بتحب "تيم" أكتر..

صوره (6)

كانت أمي جميله.. بالـ make up الهادئ وشعرها الأسود الناعم الذي ورثت عنها لونه ولم أرث نعومته.. تأتي يوم الخميس لتأخذني من المدرسة... كانت مدرستي في الزمالك.. كنا نسير نغني في الشارع.. نشتري مجلة "ميكي".. ونعبر النيل بالأوتوبيس النهري.. نغني ونضحك طول رحلتنا إلى البيت.. في تلك الأيام، لم يكن هناك من يستنكر..

صوره (7)

كانت طفولتي في الثمانينات مرتبطه بشيكولاته "كورونا" بشكل أسبوعي، و بسكويت "بيمبو" أو بسكويت البلح أبو ورقة دهبي وعصير "بست" بشكل يومي، وكاكاو "كورونا" تصنعه أمي مثلجاً في الخلاط فقط حين يزورنا أولاد عمي.. تعودت عيني على أشكال الأغلفة أحادية الألوان والخامات لهذه الفترة، ولكن مجلة "بوردا" التي تدمنها أمي كانت تستفزني بأغلفة حلوى من نوع آخر لم أعتاده.. أذكر يوم رأيت شيكولاته "تويكس" لأول مره مجسمة أمامي خارج أوراق المجلة، كان ذلك عند محل صغير للحلويات بالزمالك، طلبت من ماما يوم الخميس واحنا مروحين، فاشتريتلي واحده.. كنت سعيدة جداً ومكلتهاش على طول.. ثم تحول شراء "التويكس" لعادة شهرية... أحوشلها شهر وأشتريها وماكلهاش على طول ولما أفتحها بالراحة جداً علشان الغلاف ميبوظش أبتدي أكلها فتفوته فتفوته واحتفظ بيها أطول وقت ممكن في بقي.. أمتصها في تؤدة ويستمر ده لمدة يومين.. من قريب لقيت علبة في دولابي لسه فيها حوالي 30 غلاف "تويكس".. ماكنتش برميهم..

صوره (8)

يوم الجمعة يوم خاص جداً.. أو كان كذلك في طفولتي.. بيت جدي لأبي القديم ذو الجدران السميكة.. والرائحة المميزة.. كان مكوناً من ثلاثة أدوار.. يسكن جدي الأول منها.. الدور الأعلى كان شقة خالية.. يسكنها الأرانب.. كنت أمضي الساعات أقنعها أني لن أؤذيها حتى تخرج من خلف الكراكيب.. وأرقب الأنف الظاهر منها وهو يتحرك فأصبحت كلمة "أرنب" مرتبطة عندي بأنف وردي يتحرك..

أما عن السطح.. كنت وأولاد عمي نصنع الطيارات الورقية زاهية الألوان بالورق "الأزاز" وجريد الأقفاص.. وكنا أيضاً نصنع ألعاباً بأنفسنا.. بالخشب وغطيان "الكازوزة" وبكرات الخيط الخشبية القديمة التي كانت تمتلكها جدتي ولم تفرط فيها حتى بعد نفاذ الخيط.. أتذكر أيضاً عمتي ولعبة "الجديد" التي لعبها معها كل أطفال العائلة.. كانت تحفظ حبة فول في أحد كفيها ثم تسأل "فين الجديييييييد؟"

أيضاً حكاية "بياع الطواقي" اللي القرود سرقوا طواقيه وهو نايم وكيف تحلقنا حولها في دائرة وهي تحكي وكم أحببنا كثيراً سماع الجزء الأخير حين رمى البياع طاقيته فقلدته القرود.. واسترد طواقيه..

"حرب أطاليا" في الأعياد و"عم علي" بياع اللب والسوداني العجوز ذو الصوت الواهن وهو ينادي "سوداني ولييييييب".. كان طقساً أن نشتري منه رغم أنني لم أحب اللب يوماً ولكنني أحببت قراطيسه الصغيرة وزكائبه السوداء المملوءة بالتسالي.. كان يتسلق الشارع الضيق المائل.. نسمع صوته كالحلم فنتقافز حوله.. فيعطي كل منا قرطاساً ورقياً صغيراً.. منزوع من كراس محاضرات أو كتاب إحصاء..

كان السطح بالنسبة لي صورة توتاله ضبابية عجيبة للقاهرة تتوسطها القلعة ممزوجة بالمقابر القريبة المهجورة.. ويحدها المقطم من اليمين.. كانت المقابر والطرق الترابية المائلة تستهويني.. كان لها رونق ما لم أدرك كنهه وأنا طفلة..

صوره (9)

أنا طفلة وحيدة.. ألعب مع أمي دائماً.. لذا لم أتمكن يوماً من الاحتفاظ بصديق.. فأنا أفضل من هم أكبر مني.. من يهتمون بي ويرعونني.. بلا نديّة..

لذا كنت بلا أصدقاء في المدرسة.. صامتة ساكنة ذات عينان كبيرتان تختزنان التفاصيل.. وضفيرتين.. متفوقة تجلس في دكة بالصف الأخير بجوار "ولد" لا تتبادل معه الأحاديث.. مطلقاً..

صوره (10)

"أم ابراهيم" تأتي إلينا لتنظف المنزل يوم في الأسبوع، كانت سمينة جداً ذات صدر ضخم، صعيدية سمراء بوجه مستطيل ودق أخضر في ذقنها.. وعينان خضراوان عميقتان.. كنت أجلس بجانبها في الصباح.. نشرب شاياً باللبن وبقسماط.. كانت علاقة عائلتي بها علاقة شديدة الحميمية.. كانت تسكن جوار جدتي لأمي في شبرا في زمن فات.. وكانت تنظف بيوت عائلة جدة أمي وخالها.. علاقة شديدة التوغل والاستمرار.. كنت أختفي في صدرها الدافئ الممتلئ فتضحك عالياً.. وتسألني "بَزابيزي قد إيه؟" فأقول لها "قد البطيخة" فتضحك.. وتستمر في سؤالي "ستو بزابيزها قد إيه؟" فأقول لها "قد المنجه" فتسألني "وانت بزابيزك قد إيه؟" فأقول "قد الليمونه".. وترسخت عندي قناعة أن "أم ابراهيم" أكبر من جدتي لذلك السبب وأنني حينما أصل لسن أم ابراهيم سأمتلك ثديين مثل ثدييها.. وأعجبتني الفكرة..

اختفت "ام ابراهيم" فجأة.. لم تعد تأتي.. لم نعرف سبباً لذلك.. ولم نعثر عليها.. قريباً سمعت أنها ماتت.. وسمعت أحاديث عن أن أحد أقاربنا أهانها في بيتنا بخصوص كونها مسيحية.. وأنها لم تحتمل الإهانة..

صوره (11)

كانت أمي تذهب إلى عملها وتتركني مع جدتي.. أجلس معها طوال اليوم في بلكونتها المطلة على الشارع بالدور الأرضي.. كان هذا مكانها المفضل.. تتكلم مع البواب.. وتهش العيال.. وتنادي على الزبال ليأتي ابن الكلب يشيل الزبالة اللي بيصهين عليها باليومين.. هكذا كانت تتمتم.. أتفاعل مع نرفزتها فأبدأ في الصياح مؤيدة لها بلا كلمة مفهومة..

كان لها عالمها الخاص جداً.. ومكانتها الرفيعة في الشارع.. كانت من المؤسسين الأوائل لبيوت الشارع.. أتى الآخرون بعدها فلم تتزحزح مكانتها.. كانت ذات كلمة مسموعة وهيبة بين الجيران والبوابين.. وكانت رغم عصبيتها ذات قلب طيب.. ووجه أبيض طفولي مدور مشدود بلا تجعيدة واحدة.. كانت "ليدي" في شبابها قبل أن تصبح "الحاجة صفية"..

كنت أنا حفيدتها المفضلة.. تهتم بي إهتماماً زائداً وتخاف علي وترعاني في غياب أمي وتتحمل شقاوتي بصدر رحب جداً حتي حين أسقط حللها وأدلق شايها وأبعثر كحكها.. كانت تكتفي بقول "كده؟؟؟"....

صوره (12)

كنا نجتمع على الغذاء سوياً.. أمي وأبي وجدتي وخالتي التي لم تتزوج.. أذكر لقطة مضحكة جداً.. كنت جائعة وأمي تحضر الغذاء.. وأنا مغرمة بالخبز البلدي الطازج.. وخصوصاً وجههه المحمص قليلاً.. أجلس في صمت وأبدأ في أكل وجه رغيف فثانٍ فثالث حتى أصبح الخبز بلا أوجه.. حينها أدركت ما فعلت.. فنثرت الخبز على طاولة الأكل.. وصنعت ورقة كاللافتة في منتصف الطاولة مكتوب عليها "مشروع تقوير الرغيف".. كنت شديدة الصغر وكانت مفاجأة ما كتبت كفيلة بأن تعفيني من غضبهم وتستبدله بالدهشة والضحك..

صوره (13)

لم أحب يوماً أن ألتصق بأبي.. وكنت أرفض تقبيله.. أدركت منذ صغري أنه مختلف ولو أني لم أدرك معنى الاختلاف.. كل ما أذكره أني لم أشعر براحة في الاقتراب المادي منه.. كنت أتعامل معه بشكل عقلاني جداً.. كان يغذيني فنياً وأدبياً.. فيشجعني على الرسم والقراءة والعزف على البيانو.. ويجلس معي بالساعات يدندن ألحاناً وأنا أعزفها سماعي على الـ keyboard الكاسيو الصغير الذي أهداني إياه في عيد ميلادي الأول.. كان أبي يبني داخلي قاعدة معلوماتية عريضة قابلة للتطوير.. بابا كاركتر جداً.. محب للسينما والمزيكا والميكانيكا وأنواع السيارات والسياسة.. والتصوير.. يمتلك صندوقاً من الـ slides وprojector وكان يحلو له كثيراً أن يجمعنا في الأنتريه ويطفئ النور ويجهز شاشة بيضاء على الحائط لنشاهد الصور التي أخذها لنا في المناسبات المختلفة.. كان ذلك بالنسبة لي أمتع من السينما..

أبي كان يعاملني كمشروعه بغض النظر عن كوني أنثى.. علمني الرماية ببندقية رش على سطح منزل جدي.. خلق عشقاً بيني وبين السيارات فلم تستهوني العرائس أبداً وكانت لعبتي المفضلة سيارات matchbox الصغيرة بماركات كثيرة كنت أحفظها عن ظهر قلب..

كان يأخذني معه في كل مكان.. ويشاركني اهتماماته تلك..

صوره (14)

هذا المكان بالذات له طعم خاص، عمل أبي.. مجموعة مبانٍ من دور واحد، كلها لها سقف شديد الارتفاع.. مبنية على الطراز الانجليزي، شبابيك شيش طولية مطلية باللون البني.. مساحات شاسعة ودفايات عتيقة مثبتة في الحوائط.. محاط بحديقة شاسعة كغابة من أشجار التوت والمانجو.. كنت أستمتع بإحساس الاستكشاف والسكون أثناء التجول فيها.. كان النهار ينقضي ولم أكن أشبع أبداً منه.. خاصة تلك الأوقات التي أقضيها وحدي في الجراج.. كان لأبي مكان رائع يترك فيه السيارة.. كوخ خشبي عتيق ذو شباك زجاجي مكسور في الخلفية تلفه خيوط العنكبوت.. ويظهر الشباك جزءاً مهجوراً من الحديقة.. كنت أتأمل في ذلك المكان على وجه التحديد.. كراهب بوذي.

صوره (15)

قال لي بغضب بعد فشلي المتكرر في تذكر الفاتحة أثناء الصلاة: "لو ماصليتيش عدل مش هاتيجي معايا"

قلت له: "ومين قال لك إني عايزه آجي معاك؟"

-----------------------------------------------------------------------

ملحوظة: في ناس هنا نفسي أغوص في ألبوماتهم...


Monday, November 20, 2006

- يوم آخر -



يومٌ آخر..
ولكن من قال " الليل الفاصل
يمحو الأمس..."
أعلم أن الموتى جثث
صامتة..
"والقبور كالأجسام الحية..ترفض الموت.
وتؤكد فكرة الوجود.."
يوم آخر بعد الحرب..
لم أمت بعد..
رغم الألم الساكن بالجزء المبتور..
مازلت بملابس الميدان..
أراها..أشباح الموتى..
تنخر كياني كالدود..
أما عني..فالرغبة في القتل
تأكل بقاياي..
والخوف يصنع بروازاً يخنقني..
أقف هناك وحدي..
جامدة..
كصورة ساخرة لدون كيشوت..
واقفاً في استعداد قديم
قتلته الوحدة..
وآلام الانتظار

ليس إلا..


Thursday, November 16, 2006

وسط البلد والبني آدم مشــــــــــــــــــــــــاع*

*شكراً لشريك الهرتله الذي التقط العنوان من طيات الحديث الدائر بيننا





Stock Shots لإعلانات قديمة مطبوعة....

"... ست سنوات مرت
منذ هَجَرتُ التسكع اليومــــي
المزمـــــن
على مقـــــاهي وسط البلد
وداخل حلقات البشر
ذوي الوجوه الفتـــــــــــــارين........."

----

صوت بنت : (Off Cadre)النهارده بــــــالي رايق وعايزه أتمشى من المهندسين لوسط البلد!

شارع شبه مظلم تملأه الأشجار الكثيفة
ثلاث شباب يلفون البـــــانجو ويضحكون
أحدهم يرمي زجاجة بيرة
تتدحرج حتى تصل لمقدمة الكادر
"... يابن الوسخة!!!" يهمس أحدهم وهو ينظر للبلكونات العلوية القريبة بتوتر
يضحكون..
"بص ياله… إيه يا قطه!"
يضحكون…
"دي قطه دكر يا احول"
يقلدون صوت القطط ويضحكون..
----

الصورة Blurred

أصوات ضحك وزجاجــــات تصطك
تتضح الصورة

مقهى مزدحم في وسط البلد ليلاً
أحدهم يجلس في تحفز
يرتدي معطف ثقيل بلا لون محدد
وكوفية زرقــــاء
بينما رفيقه يجلس أمامه بلا تعبير
ذو رأس كبير وعينان شديدتا الصغر
ونظارة سميكة زادت من صغر عينيه حتى اختفيتا تماماً
يشرب البيرة في هدوء
يعلو صوت الأول محتداً
".... أهو هوه أنا كده،
بتاع الشعب…."
يأخذ زجاجة البيرة من صاحبه
ويرفعها الى فمه ثم يضعها بينهما
ويضحك بصوت عــــال يلفت أنظار الآخرين
ينظر له الثاني بلا تعبير
ويأخذ الزجاجة بآلية معتـــــــادة….
----

صوت البنت (Off Cadre): عـــــارفاهم واحد واحد...
ده مرتضى اسماعيل شاعر عــــاميه
كوليكشن قنبله... حته من فؤاد حداد على فتفوته من روح صلاح جاهين
وعلى الوش كلمتين "حداثه" من عينة (فردت ضلوعي على الأسفلت زي بنت الليل)..
وتسبيلتين.. وكل كام شهر مـــاشيه في ضله وجه جديد..

ده بقى رفيق.. مش فاكره بقية اسمه..
معد برامج علشــــان مش لاقي شغلانه تانية
وغــــــاوي خواجات.. بالجييييييم
متجوز.... بس ده ميعنيش حــــاجه معينه..

منيره يوسف.. عضوه في جمعيه فرنسيه لمساعدة الأطفال اليتامى في الصعيد
طبعاً بتجيب Fund من فرنسا.. وسفر وهيصه
متجوزه مخرج مسرح فرنساوي وقته متقسم بين هنا وهناك
وهي بقى وقتها متقسم أكتر منه..
أصلها عندهـــا ألبوم بتجمع فيه صور الناس الكتييييييير
اللي بتنام معاهم

دول بقى لسه طــــــــــــــــازه...
طلبة فنون جميله... غاويين مسرح وغنـــا
كل يوم يغنوا أغــــاني الشيخ إمـــام
وكل يوم برضه اللي قاعدين يطلبوا منهم يغنوا... جيفارا مـــــات..

وغيرهم... اللي مخرج
واللي صحفي.. واللي مالوش أو مالهاش شغلانه محدده
المهم كلللللللهم بيتكلموا بنفس المفردات
وبتجمعهم نفس الصفات
حتي المظهر الخارجي

Shots متقاطعة لحركات الأيدي.. تثبيت النظارة فوق الأنف..
إشعال السجائر.. الكوفيات.. الحقائب... الأحذية.. تبــــادل الكتب وبروشورات عروض مسرحية وسينمائية ومعـــارض................
"يـــااااه لسه زي مانتوا.."
----

نفس المقهى... وجه فتاه بروفيــــل
بشفتيها الصغيرتين انفراجة ســــاهمة
وجهها بلا مساحيق
تحدق في الفراغ...
تمتد يد إلى كتفهـــا
فتنتبه وتنظر لأعلى وتبتسم
يقول: "يـــــــــــــااااااا خبـــــــــر....."
يحتضنها شــــاب ذو قميص شتوي مفتوح الصدر
فتدلى سلسلة فضية من عنقه
هو: انتي فيييييين يا بنت؟
إيه فيه حركات؟ - ينظر ليديها محاولاً استكشاف إذا ما كانت هناك دبلة معلقة في أحد أصابعها
تبتسم
تقول: أنـــا واخداني الحيـــاه عادي... انت اللي ازيك؟
هو: أنا تمام خلصت ماجستير سافرت شويه كده واتجوزت وطلقت
يضحك..
هي: انت لحقت؟ انت اتجوزت شهرين واللا إيه؟
هو يقترب منها ويبتسم في خبث: ما انت عـــارفه أخباري أهو..
ترتبك قليلاً
هو يستمر في مغازلتها: مـــافيش ولا واحده نسّتني..
هي: أنـــا سمعت انك عملت معرض..
هو: ما جيتيش ليه؟
هي: ماكانش ينفع...
هو: ودلوقتي؟ ينفع؟؟؟
هي تبتسم: يمكن!
هو: لسه بترسمي؟
هي: لأ!!
هو: خســـــــاره.. بحب شغلك قوي
هي: أنــــا اللي وحشني الرسم قوي.. الأتيليه بتاعك فين؟
هو: هنــــا في وسط البلد... روف وview رائع.. مش انت كان نفسك زمان في أتيليه في وسط البلد قدامه إعلان كوكاكولا لما تطفي النور الألوان تخلقلك لوحه؟
يضحك
تعالي لو فاضيه أوريهولك..
بدل الدوشه والبشر دي..
ينظر للجالسين إلى المنضده المجاوره
فتلتقي عينيه بأحد الجالسين الذي يلقي السلام
هو للآخر: ازيك يا حبيبي
هي تتردد
هو: عندي فكره.. إيه رأيك تشاركيني فيه... زي زمان فاكره؟
هي تبتسم: فـــاكره..
تنظر فتلتقي عيناها بأعين الكثيرين الذين تعرفهم ويعرفونهـــا
هؤلاء الذين يأكلهم الفضول والرغبة في معرفة سبب تواجدها اليوم هنا.. بينهم
هي في توتر: ياللا بينا!

----

حجرته فوق السطح.. انعكاسات ضوئية بديعة فوق الحوائط
هو يفتح الباب
تدخل هي وتقف في وسط الحجرة غير مصدقة ما تراه
هو: هوريلك حاجه...
يشعل كبريتاً ويذهب أمامها ليضيء شموع زرقــــاء كثيرة متناثرة في أرجاء الحجرة
هي مبهورة: بجد؟؟؟؟ أشاركك فيه بجد؟
هو يمسك يدها ويجذبها للداخل: آه طبعأ بجد.. تعالي أوريلك آخر لوحه
لسه بحضّرها وجتلي فكره مجنونه حالاً
ترسميها معايا؟؟؟
كل واحد فينا يكمل حته فيها بطريقته..
تيجي؟
هي عيناها تلمعان وتقفز كالطفلة...

Fade لصوت ضحكهما معاً والصورة Dissolve
لقطات لهما يمسكان فرش الرسم
ويخلطان الألوان
ويمتزج انشغالهما بالرسم مع ضحكهما مع طلوع الفجر
ينعكس ضوء الفجر على وجهيهما
ينظران كل في وجه الآخر
يبدأ في لمس وجهها فتغمض عينيها
يقترب بشفتيه منها ويقبلها فتغيب مع قبلته
وتحتضنه بقوة
"وحشتيني قوي.. قوي... قوي...."
يميل فوقها على الأرض
Blur
----

Fade in from black

المقهى.. صمت مطبق
الكل ينظر باتجاه الكاميرا بفضول شديد
الكاميرا تتجول في الوجوه..

----

Fade out to black

صوت الشاب(Off Cadre) :

دي بقى ســــاره البيلي.. بترسم وتمثل وتغني وتصور وتكتب...
سبع صنايع.. معرفش اختفت فين!

Cut مع موسيقى Jazz

Tuesday, November 07, 2006

والله مازعلت الضي


وإن سألوك الناس عن ضي
جوه عيونك مبيلمعشي
متخبيش
قلهم العيب مش فيّه
ده العيب في الضي
وأنا مش عاشق ضلمه
ولا زعلت الضي
....

تلك الأغنية مهداه للذي قال أنني أمارس الاكتئاب على سبيل الهواية
....

يعني أنا كان نفسي أكيد أبقى عادية وهبله
ودماغي بتلؤ من الفراغ اللي جواها
وآقصى حاجة بفكر فيها إني أتجوز واحد وخلاص
وأكمل حياتي هبلة وعادية
ومدقش في التفاصيل
....

ياخي يلعن دين المعرفة على دين الإحساس بالعجز

Friday, May 26, 2006

طيـــــــــــــــــاره فوق.. طيـــــــــــــــــــاره تحت



قبل البدء في الهبوط بذاتي هنا
كان علىّ أن أتأكد من ربط الأحزمة..
والآن.. أعلن الوصول

في الأول اترددت اني أحفر في الحاجات اللي بتسعدني
لأن بالنسبه لي دي ممكن تقلب المواجع (قال يعني هي مش متقلبه)
بعد تقلص مساحات التقاطع والملامسة مع أشباه لي من البشر في الحياة اليومية،
سواء في الشغل أو في أي مكان آخر..

في الآخر قررت أرمي نفسي من الطياره..
"معلش اتأخرت"

بتبسطني ريحة القهوة وأنا ماشية في شارع مستعجلة وبمد، الريحة اللي بتخليني أمشي أبطأ علشان أطول المدة اللي ممكن أشمها فيه.

لو رحت الشغل بدري وقعدت في سيلانترو وهو فاضي الساعة 8:30 والجو فيه لسعة برد وطلّة شمس.

لو جبت لعبة وعرفت أقعد ألعب بيها منغير ما "حد كبير" ييجي ويقلب الموود.

صوت فيروز

طعم السيجارة في المطر

ريحة الزرع

ملمس دقنه وهي منبته

لو حسيت ان حد بيحبني من بعيد لبعيد

أي حاجة ممكن تتوصف إنها "أورجازميك"، مزيكة "بينك فلويد" لما بحس إني جواها وبعلى معاها لحد الأورجازم

لما بعمل تصميم وبستغرق فيه لدرجة إني مش بحس باللي حواليه ولما يخلص وأحس بالأورجازم

البيرة على البحر وتكون متللللللجه.. أورجازم!

أكلة سمك في اسكندرية.... دومينو وشيشة وضحك لما قلبي يقف وبعد شوية سيجارة على البحر وأروّح

لما أسوق عربية سبور... صوت الموتور بيجنني..

السينما بالذات وهي فاضية

لما أفابل بالصدفة حد ينفع يبقى صاحبي في مكان مش متوقعة اقابل فيه حد كده

تحضير شنطة السفر، المطار، الترانزيت في بلد ماعرفش لغتها، أول نسمة هوا برة المطار في بلد أول مرة أزورها

كسر المسموح علناً.... الحرية.... يا سلام لو عرفت أمشي عريانه في الشارع!

طريق سفر بالليل في العربية ومزيكا حلوة سواء لوحدي أو مع حد بحبه

قلبي بيهفهف لما أسمع حاجات كتير ورا بعض لوردة وبليغ حمدي.... ده بقي أورجازم دوبل

صحرا في سيناء... شمع.... النجوم ظاهره قوي... أنا وحد بحبه نايمين على ضهرنا وبنغني

لو عرفت بنت وقدرنا نستمر في صداقة

لما حد بيقوللي روحك فيها كتير من سعاد حسني... ممكن أبوسه.

لو في يوم من الأيام حد حبني من غير ما يطلب عقد ملكية..

لو عرفت أتعامل مع الجنس على إنه من حقي..

بفرح لما بحس إن في مرايات حوالية من وشوش الناس أقدر أشوف فيها نفسي

بس خلاص

Friday, May 12, 2006

باطل كل الذي يمشي على أشلائنا.. وهباء كل ما يأتي ولسنا ها هنا*



رفـــــاقي معذرة... فأنا على حافة الانتحــــــار
أصبو للموت في معركة الرصيف
لذا.... آثرت الخرس...
حتى إشعـــــــــــــار آخر
..................


* العنوان من قصيدة غرسة الزيتون - التراجيديا الإنسانية لنجيب سرور